للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو الذي لا يبقي من السير شيئاٌ، ويقال: رجل حطمٌ للذي يأتي على الزاد لشدة أكله، ويقال للنار التي لا تبقي: حطمةٌ. وقوله: "على ظهر وضم"، فالوضم: كل ما قطع عليه اللحم. قال الشاعر١:

وفتيان صدقٍ حسان الوجو ... هـ لا يجدون لشيء ألم

من آل المغيرة لا يشهدو ... ن عند المجازر لحم الوضم

وقوله:

قد لفها الليل بعضلبي

أي شديد. وأروع. أي ذكي.

وقوله: "خراج من الدوي"، يقول: خراجٍ من كل غماء شديدة٢:

ويقال للصحراء دوية، وهي التي لا تكاد تنقضي، وهي منسوبة إلى الدو، والدو: صحراء ملساء لاعلم بها ولا أمارة، قال الحطيئة٣:

وأنى اهتدت والدو بيني وبينها ... وما خلت ساري الليل بالدو يهتدي

والداوية: المتسعة التي تسمع لها دوياٌ بالليل، وإنما ذلك الدوي من أخفاف الإبل تنفسح أصواتها فيها. وتقول جهلة الأعراب: إن ذلك عزيف الجن وقوله:

والقوس فيها وترعرد

فهو الشديد ويقال عرند في هذا المعنى.

وقوله:" إني والله ما يقعقع لي بالشنان"، واحدها شن، وهو الجلد اليابس، فإذا قعقع به نفرت الإبل منه، فضرب ذلك مثلاٌ لنفسه، وقال النابغة الذبياني:

كأنك من جمال بني أقيش٤ ... يقعقع بين رجليه بشن

وقوله: "ولقد فررت عن ذكاء"، يعني تمام السن. والذكاء على ضربين:


١ زيادات ر: "هو عمر بن أبي ربيعة".
٢ زيادات ر: "غما، مقصور، رواية عاصم".
٣ زيادات ر: "يصف خيالها وأنت على معنى المرأة".
٤ زيادات ر: "أفيش: من عكل".

<<  <  ج: ص:  >  >>