للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال رجل للشعبي كلاماً اقذع له فيه، فقال الشعبي: إن كنت صادقاٌ فغفر الله لي، وإن كنت كاذباٌ فغفر الله لك.

ويروى انه أتى مسجداً فصادف فيه قوماً يغتابونه فأخذ بعضادتي الباب، ثم قال:

هنيئاً مريئاً غير داء مخاطر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت

وذكر ابن عائشة أن رجلا من أهل الشام قال: دخلت المدينة فرأيت رجلاً ركباً على بغلة لم أر أحسن وجهاً ولا سمتاً ولاثوباً ولا دابة منه، فمال قلبي إليه، فسألت عنه، فقيل: هذا الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، فامتلأ قلبي له بغضاً، وحسدت علياً أن يكون له أبن مثله، فصرت إليه، فقلت له: أنت ابن أبي طالب? فقال: أنا ابن ابنه فقلت: فبك وبأبيك أسبهما. فما انقضى كلامي قال لي: أحسبك غريباً. فقلت: أجل، قال: فمل بنا، فإن احتجت إلى منزل أنزلناك، أو إلى مال آسيناك، أو إلى حاجة عاوناك، قال: فانصرفت عنه، ووالله ما على الأرض أحد احب إلي منه.

لمحمود الوراق أيضاً

وقال محمود الوراق:

ياناظراً يرنو بعيني راقدٍ ... ومشاهداً للأمر غير مشاهد

منيت نفسك ضلةً وأبحتها ... طرق الرجاء وهن غير قراصد

تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي ... درك الجنان بها وفور العابد

ونسيت ان الله أخرج آدماً ... منها إلى الدنيا بذنب واحد

<<  <  ج: ص:  >  >>