للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحذ قوله:

قد لعمري حكيت لي قصص المو ... ت وحركتني لها وسكنتا

من قول نادب الإسكندر فإنه لما مات بكى من بحضرته فقال نادبه حركنا بسكونه.

[لإسماعيل بن القاسم أيضا]

وقال إسماعيل بن القاسم١:

ياعجباً للناس لو فكرروا، ... حاسبوا أنفسهم أبصروا

وعبروا الدنيا إلى غيرها ... فإنما الدنيا لهم معبر٢

الخير مما ليس يخفى هو الـ ... ـمعروف والشر هو المنكر

والموعد الموت وما بعده الـ ... ـحشر الموعد الأكبر

لافخر إلا فخر أهل التقى ... غداً إذا ضمهم المحشر

ليعلمن الناس ان التقى ... البر كانا خير ما يذخر

عجبت للإنسان في فخره ... وهو غداً في قبره يقبر

ما بال من أوله نطفة ... وجيفة آخره يفخر!

أصبح لا يملك تقديم ما ... يرجو ولا تأخير ما يحذر

وأصبح الأمر إلى غيره ... في كل ما يقضى وما يقدر

أما قوله:

ياعجباً للناس لو فكروا ... وحاسبوا أنفسهم أبصروا

فمأخوذ من قولهم: الفكرة مرآة تريك حسنك من قبيحك. ومن قول لقمان لابنه: يا بنيّ لعاقل أن يخلي نفسه من أربعة أوقات: فوقت منها يناجي فيه ربّه، وقت يحاسب فيه نفسه، ووقت يكسب فيه لمعاشه، ووقت يخلي فيه بين نفسه وبين ذاتها، ليستعين بذلك على سائر الأوقات.


١ زيادات ر: "وهو أبو العتاهية".
٢ زيادات ر: "معبر بفتح الميم وكسرها لابن سراج، وبفتح الميم لا غير، رواية عاصم".

<<  <  ج: ص:  >  >>