للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت أبا العباس يسمو بنفسه ... إلى بيع بياحاته والمباقل١

يرخم بيض العام تحت دجاجه ... ليخرج بيضاً من فراريج قابل

وقال أبو العباس: وولد عيسى من فاطمة هذه لهم شجاعةٌ ونجدةٌ وشدة أبدان، وفاطمة التي ذكرها هي التي كان ينسب بها أبو عيينه أخو عبد الله ويكني عنها بدنيا، ومن ذلك قوله لها:

دعوتك بالقرابة والجوار ... دعاء مصرحٍ بادي السرار

لأني عنك مشتغل بنفسي ... ومحترقٌ عليك بغير نار

وأنت توفرين وليس عندي ... على نار الصبابة من وقار

فأنت لأن ما بك دون ما بي ... تدارين العيون ولا أدري

ولو والله تشتاقين شوقي ... جمحت إلي خالعة العذار

وقال عبد الله يعاتب ذا اليمينين:

من مبلغ عني الأمير رسالةً ... محصورةً عندي عن الإنشاد

كل المصائب قد تمر على الفتى ... فتهون غير شماتة الحساد

وأظن لي منها لديك خبيثةً ... ستكون عند الزاد آخر زاد

مالي أرى أمري لديك كأنه ... من ثقله طود من الأطواد!

وأراك ترجيه وتمضي غيره ... في ساعة الإصدار والإيراد

الله يعلم ما أتيتك زائراً ... من ضيق ذات يد وضيق بلاد

لكن أتيتك زائراً لك راجياً ... بك رتبة الآباء والأجداد

قد كان لي بالمصر يومٌ جامعٌ ... لك مصلحٌ فيه لكل فساد

ودعوت منصوراً فأعلن بيعةً ... في جمع أهل المصر والأجناد

في الأرض منفسحٌ ورزق واسع ... لي عنك في غوري وفي إنجادي

وقال أيضاً يعاتبه:

أيا ذا اليمينين إن العتا ... ب يغري صدوراً ويشفي صدوراً

وكنت أرى أن ترك العتا ... ب خير وأجدر ألا يضيرا


١ البياحة: شبكة تحبس البياح، وهو نوع من السمك، والمباقل: مواضع بيع البقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>