للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "أضللت ناقتين عشرا وين"، أضللت، ضلّتا مني، وتحقيقه: صادفتهما ضالتين، كما قال١:

أو وجد شيخ أضلّ ناقته ... حين تولىّ الحجيج فاندفعوا

والعشراء: الناقة التي قد اأتى عليها منذ حملت عشرة أشهر، وإنما حمل الناقة سنةٌ.

وقوله: "ما نارهما"? يريد ما وسمهما? كما قال:

قد سقيت آبالهم بالنّار ... والنّار قد تشفي من الأوار

أي عرف وسمهم فلم يمنعوا الماء.

وقوله: "فإذا بيت حريد" يقول: متنحّ عن الناس، وهذا من قولهم: انحرد الجمل، إذا تنحى من الإناث فلم يبرك معها، ويقال في غير هذا الموضع: حرد حردة، أي قصده، قال الراجز:

قد جاء سيلٌ جاء من أمر الله ... يحرد حرد الجنة المغلّة

وقالوا في قوله عزّ وجل: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} ٢، أي: على قصدٍ كما ذكرنا.

وقالوا: هو أيضاً "على منع"، من قولهم: حاردت الناقة إذا منعت لبنها، وحاردت السّنة إذا منعت مطرها، والبعير الحرد: هو الذي يضرب بيده، وأصله الامتناع من المشي. وأما قوله:

.............................. ... وقبرٌ بكاظمة المورد

إذا ما أتى قبره خائفٌ ... أناخ على القبر بالأسعد

فإنه يعني قبر أبيه غالب بن صعصعة بن ناجية، وكان الفرزدق يجير من استجار بقبر أبيه، وكان أبوه جواداً شريفاً. ودخل الفرزدق البصرة في إمرة زياد، فباع إبلاً كثيرة وجعل يصرّ أثمانها، فقال له رجل: إنك لتصرّ أثمانها، ولو كان


١ زيادات ر: "لرجل من قضاعة، يقال له مالك بن عمرو، وقبله:
لا وجد ثكلى كما وجدت ولا ... وجد عجول أضلها ربع
٢ سورة القلم ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>