للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان بن عبد الملك اخرج من كان في سجن الحجّاج من المظلومين، فيقال إنه أخرج في يوم واحدٍ ثمانين ألفاً، وردّ المنقوشين، فرجعوا في صورة الأنباط، ففي ذلك يقول الراجز:

جاريةٌ لم تدر ما سوق الإبل ... أخرجها الحجّاج من كنّ وظل

لو كان بدرٌ حاضراً وابن حمل ... ما نقشت كفّاك في جلد جلل

وقال شاعرٌ لأهل الكوفة لمّا استقضي عليها نوح بن درّاج١:

يا أيّها الناس قد قامت قيامتكم ... إذ صار قاضيكم نوح بن درّاج

لو كان حيّا له الحجّاج ما سلمت ... كفّاه ناجيةً من نقش حجّاج

ويروى عن حسّان، المعروف بالنبطيّ صاحب منارة حسّان في البطيحة٢ قال: أريت الحجّاج فيما يرى النائم، فقلت: أصلح الله الأمير! ما صنع الله بك? فقال: يا نبطيّ، أهذا عليك! قال: فرأيتنا لانفلت من نقشه في الحياة، ومن شتمه بعد الوفاة! ويروى عن حسان أنه قصّ هذه الرؤيا على محمد ين سيرين، فقال له ابن سيرين: لقد رأيت الحجّاج بالصّحة.


١ زيادات ر: "ينسب للفرزدق"، وقال المرصفى: هذا خطأ فإن الفرزدق مات سنة عشرة ومائة، ومات نوح ابن دراج وهو قاض بالجانب الشرقي ببغداد سنة اثنتين وثمانين ومائة".
٢ البطيحة: أرض واسعة بين واسط والبصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>