للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنه قد لوحته مخامص ... على أنه ذو مرةٍ صادق النهضِ

كأنهم يسعون في إثر طائر ... خفيف المشاش عظم غير ذي نحضِ١

يبادر جنح الليل فهو مهابذ ... يحث الجناح بالتبسط والقبض

قوله:

قبح الإله وجوه قوم رضع

فهو جماعة راضع. وقوم يقولون: هو توكيد للئيم، كما يقولون: جائع نائع، وحسن بسن، وعطشان نطشان، وأجمع أكنع. وقوم يقولون الراضع هو الذي يرتضع من الضرع لئلا يسمع الضيف أو الجار صوت الحلب فيطلب منه.

وتديق ذلك ما أنشدناه أبو عثمان عمرو بن بحرٍ لرجلٍ من الأعراب ينسب ابن عم له إلى اللؤم والتوحش:

أحب شيءٍ إليه أن يكون له ... حلقوم وادٍ له في جوفهِ غارُ

لا تعرف الريح ممساه ومصحبه ... ولا يشب إذا أمسى له نارُ

لا يحلب الضرع لؤماً في الإناء ولا ... يرى له في نواحي الصحن آثار

وقوله: كيف "دليلاك" فهي كثرة الدلالة، و"الفعيلي" إنما تستعمل في الكثرة، ويقال: القتيتي لكثرة النميمة، ويقال: الهجيري لكثرة الكلمة المترددة على لسان الرجل، يقال: ذكرك هجيراي، أي هو الذي يجري على لساني، وفي الحديث: "كان هجيري أبي بكر الصديق رحمه الله بلا إله إلا الله" ويقال: كان بينهم رميا، لكثرة الرمي، وكذلك كل ما أشبه هذا.

وقوله: "بجانب قوسي" فهو بلد تحله ثمالة بالسراة.

وقوله: "بلى إنها تعفو الكلوم" فهي الجراح والآثار التي تشبهها، قال جرير:

تلقى السليطي والأبطال قد كلموا ... وسط الرجال سليماً غير مكلومِ٢


١ المشاش: رءوس العظام.
٢ السليطى: نسبة إلى سليط، وهو كعب بن الحارث بن يربوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>