للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موضعي هذا، فقالوا: شأنك، فصرخ بقومه بعد أن قالا له: شأنك، فأسمعهم على مسيرة ليلةٍ.

ويروى عن حماد الرواية قال: قالت ليلى بنت عروة بن زيد الخيل لأبيها: أرأيت قول أبيك:

بني عامر هل تعرفون إذا غدا ... أبو مكنف قد شد عقد الدوابرِ

بجيش تضل البلق في حجراته ... ترى الأكم منه سجداً للحوافرِ

وجمع كمثل الليل مرتجس الوغى ... كثير تواليه سريع البوادر

أبت عادة للورد أن يكره الوغى ... وحاجة رمحي في نمير بن عامرِ

فقلت لأبي: أحضرت هذه الوقعة? فقال: نعم. فقلت: فكم كانت خيلكم? قال: ثلاث افراس، أحدها فرسه، قال: فذكرت هذا لابن أبي بكر الهذلي، فحدثني عن أبيه قال: حضرت يوم جبلة، قال: وكان قدبلغ مائة سنة؛ وكان قد أدرك أيام الحجاج، قال: فكانت الخيل في الفريقين، مع ما كان مع ابني الجوني-، ثلاثين فرساً، قال: فحدثتُ بهذا الحديث الخثعمي - وكان رواية أهل الكوفة - فحدثني: أن حثعم قتلت رجلاً من بني سليم بن منصور، فقالت أخته ترثيه:

لعمري وما عمري علي بهين ... لنعم الفتى غادرتم آل حثعما

وكان إذا ما أورد الخيل بيشةً ... إلى جنب أشراج أناخ فألجما

فأرسلها رواً رعالاً كأنها ... جراد زهته ريح نجد فأتهما

فقيل لها: كم كانت خيل أخيك? فقالت: اللهم إني لا اعرف غلا فرسه.

قوله: "قد شد عقد الدواير" يريد عقد دوابر الدرع، فإن الفارس إذا حمى فعل ذلك.

وقوله: "تضل البلق في حجراته" يقول: لكثرته لا يرى فيه الأبلق، والأبلغ مشهرو المنظر؛ لاختلاف لونيه، من ذلك قوله:

فلئن وقفت لتخطفنك رماحنا ... ولئن هربت ليعرفن الأبلق

<<  <  ج: ص:  >  >>