للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

وكنّ من أن يلقينه حذراتِ

الأصل "من أن يلقينه" ولكن الهمزة إذا خففت وقبلها ساكنٌ ليس من حروف اللين الزوائد، فتخفيفها - متصلة كانت أو منفصلة - أن تلقي حركتها على ما قبلها وتحذفها، تقول: من أبوك?، فتفتح النون وتحذف الهمزة، ومن أخوانك?، ومن أم زيدٍ?؛ فتضم النون وتكسرها وتفتحها، على ما ذكرت لك، وتقول: {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ} ١ وفلانٌ له هيةٌ، وهذه مرةٌ، إذا خففت الهمزة في الخبء والهيئة والمرأةِ، وعلى هذا قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ} ٢ لأنها كانت اسأل فلما حركت السين بحركةِ الهمزة سقطت ألف الوصلِ، لتحرك ما بعدها، وإنما كان التخفيف في هذا الموضع بحذف الهمزةِ، لأن الهمزةَ إذا خففت قربت من الساكن، والدليل على ذلك أنها لا تبتدً إلا محققة، كما لا يبتدأ إلا بمتحركٍ، فلما التقى الساكن وحروف تجري مجرى الساكن حذفت المعتل منها، كما تحذف لالتقاء الساكنين.

وقوله: "دعت نسوةٌ شم العرانين"، الشماء السابقة الأنف، والمصدر الشمم.

وقال أحد الشعراء يمدح قثم بن العباس:

نجوت من حلٍّ ومن رحلةٍ ... يا ناق إن قربتني من قثمْ

إنكِ إن قربتنيه غداً ... عاش لنا اليسر وماتَ العدمْ

في باعهِ طولٌ وفي وجههِ ... نورٌ وفي العرنين منه شممْ

لم يدرِ ما لا وبلى قد درى ... فعافها واعتاض منها نعمْ

قال أبو الحسن: أنشدنيه أبي لسليمان بن قتة، وزادني:

أصم عن ذكر الخنا سمعهُ ... وما عن الخير به من صممْ

والعرنين والمرسن والأنف واحدٌ، لما يحيط بالجميع.

والبدن: واحدها بادنٌ كقولك: شاهدٌ وشهدٌ، وضامرٌ وضمرٌ، ن وهو العظيم


١ سورة النمل ٢٥.
٢سورة البقرة ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>