كتاب الكامل في اللغة والأدب

باب - لجميل بن معمر في النسيب - ج: 1 - ص: 62

وقوله: "بأوشك قتلا منك"، يقول: بأسرع، يقال: أمر وشيك أي سريع، ويقال: يوشك فلان أن يفعل كذا، أي يقارب ذلك، ويوشك يفعل، كذا يطرح "أن "كل جيد قال١:

يوشك من فر من منيته ... في بعض غراته يوافقها

من لم يمت عبطة يمت هرماٌ ... للموت كأس فالمرء ذائقها

قال أبو الحسن: هذه أبيات أربعة وهي لرجل من الخوارج قتله الحجاج:

ما رغبة النفس في الحياة وإن ... عاشت قليلاٌ فالموت لاحقها

وأيقنت أنها تعود كما ... كان براها بالأمس خالقها

قوله: "عبطة"، أي شاباٌ، يقال: اعتبط الرجل، إذا مات شاباٌ من غير مرض، وأصل العبيط الطري من كل شيْ وقوله:

نوافذ لم تعلم لهن خروق

معنى طريف، وقد أخذه أبو حية منه فكشفه في أبيات مختارة، وهي٢:

وإن دماٌ لو تعلمين جنيته ... على الحي جاني مثله غير سالم

أما إنه لو كان غيرك أرقلت ... إليه القنا بالراعفات اللهاذم٣

ولكن لعمر الله ما طل مسلما ... كغر الثنايا واضحات الملاغم

إذا هن ساقطن الحد يث كأنه ... سقاط حصى المرجان من سلك ناظم

---

١ زيادات ر: "هو أمية بن أبي الصلت"، وكذا في حاشية الأصل أيضا.
٢ زيادات ر: "اسم أبي حية الهيثم بن الربيع" وفي س: وهو قول أبي حية النميري".
٣ اللهاذم: القواطع.