للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد أجاد علقمة بن عبدة الفحل في وصف الماء الآجن. حيث يقول:

إذا وردت ماء كأن جمامه ... من الأجن حناء معاً وصبيب

فقال ذو الرمة في وصف هذا الماء، فقرن بتغيره بعد مطلبه، فقال:

فأدلى غلامي دلوه يبتغي بها ... شفاء الصدى والليل أدهم أبلق

يريد أن الفجر قد نجم فيه. فجاءت - يعني الدلو - بنسج العنكبوت، كأنه على عصويها سابري مشبرق. والسابري: الرقيق من الثياب والدروع١ والمشبرق: الممزق. وأنشد أبو زيد:

لهونا بسربال الشباب ملاوة٢ ... فأصبح سربال الشباب شبارقا

ومن التشبيه العجيب قول ذي الرمة في صفة الظليم:

شخت الجزارة مثل البيت سائره ... من المسوح خدب شوقب خشب

الشخت: الضئيل اليابس الضعيف. والجزارة القوام. وقوله: مثل البيت سائره من المسح: يعني إذا مد جناحيه. وإنما أخذه من قول علقمة بن عبدة:

صعل كأن جناحيه وجؤجؤه ... بيت أطافت به خرقاء مهجوم

الصعل: الصغير الرأس. الخرقاء: التي لا تحسن شيئاً، فهي تفسد ما عرضت له. قال الحطيئة:

هم صنعوا لجارهم وليست ... يد الخرقاء مثل يد الصناع

والمهجوم: المهدوم. وفي الخبر أنه لما قتل بسطام بن قيس لم يبق بيت في بكر بن وائل إلا هجم، أي هدم. والخدب: الضخم. والشوقب الطويل. والخشب: الذي ليس بلين على من نزل به.

ومن التشبيه المصيب قوله في صفة روضة:


١ قال صاحب اللسان: "الدروع السابرية منسوبة إلى سابور". واستشهد ببيت ذي الرمة.
٢ الملاوة: الحين من الدهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>