للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال للشمال: الجربياء، قال ابن أحمر:

بجو من قساً ذفر الخزامى ... تداعى الجربياء به بالحنينا١

ويقال للجنوب: الأزيب.

ويقال للصبا: القبول، وبعضهم يجعله للجنوب، وهو في الصبا أشهر، بل هو القول الصحيح. والإير، والهير، والأير، والهير، قال الشاعر:

مطاعيم أيسار إلى الهير هبت

فهذا يدل على أنه الصبا، وذاك أنهم إنما يتمدحون بالإطعام في المشتاة٢. وشدة الزمان، كما قال طرفة:

نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدب فينا ينتفر

الجفلى: العامة، والنقرى: الخاصة، والآدب: صاحبة المأدبة. يقال: مأدبة ومأدبة للدعوة. وفي الحديث: "إن القرآن مأدبة الله".

قال أهل العلم: معناه مدعاة الله، وليس من الأدب. وأكثر المفسرين قالوا القول الأول، وكلاهما في العربية جائز ويدل على القول الأول قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنا الجفنة الغراء"، أي التي يجتمع الناس عليها ويدعون إليه، ويقال في الدعوة: أدبه يأدبه أدباً، إذا دعاه، قال الشاعر:

وما أصبح الضحاك إلا كخالع ... عصانا فأرسلنا المنية تأدبه

وقولنا في الرياح: إنها تكو أسماء ونعوتاً نفسره إن شاء الله.

يقول أكثر العرب: هذه ريح جنوب، وريح شمال، وريح دبور، فتجعل جنوباً، وشمالاً، ودبوراً، وسائر الرياح نعوتاً. قال الأعشى:

لها زجل كحفيف الحصا ... د صادف بالليل ريحاً دبورا


١ قسا: موضع بالعالية, وذفر, من ذفر الطيب, وهو اشتداد رائحته, والخزامي: نوع من العشب, طويل العيدان, صغير الورق.
٢ ر: "المشتى".

<<  <  ج: ص:  >  >>