للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "حيث شطت بها النوى"، معنى شطت: تباعدت، ويقال: أشط فلان في الحكم إذا عدل عنه متباعداً، قال عز وجل: {وَلا تُشْطِطْ} ١.

وقال الأحوص:

ألا يا لقومي قد أشطت عواذلي ... ويزعمن أن أودى بحقي باطلي

ويلحينني في اللهو ألا أحبه ... وللهو داعٍ دائبٌ غير غافل

والنوى: البعد، ويقال: شطت بهم نيةٌ قذف، أي رحلة بعيدة، قال الشاعر٢:

وصحصحان قذف كالترس

وليس بمأخوذ من "نأيت" في اللفظ، ولكنه مثله قي المعنى وقوله:

فليس لدهر الطالبين فناء

يقول: الطلب في إثر طلبته أبداً. ويروى أن رجلاً من قريش بعث إلى رجل منهم وكان أخذ له غلاماً: يل هذا، إن الرجل ينام على الثكل ولا ينام على الحرب، فإما رددته، وإما عرضت اسمك على الله في كل يوم وليلة خمس مرات.

قال أبو الحسن: الرجل الذي أخذ منه الغلام هو جعفر بن محمد بن علي أبن الحسين، والآخذ سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس.

ومن أمثال العرب: "لا ينام إلا من اثَّأَرَ". ويقال لمن أدرك ثأراً نبيلاً: أصاب ثأراً منيماً، وأنشد:


١ سورة ص ٢٢.
٢ هو العجاج، والصحصحان: المكان المستوى الأملس، ولملامسته شبهه بالترس. "وانظر مشارف الأفاويز-١".

<<  <  ج: ص:  >  >>