للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نعود إلى التشبيه.

قال الراجز١:

كأنها حين بناها الباس٢ ... جنية في رأسها أمراس

بها سكون وبها شماس٣ ... يخرج منها الحجر الكباس

يمر لا يحبسه حباس ... لا نافذ الطعن ولا تراس

يصف المنجنيق. والأمراس: الحبال، والواحد مرس٤. والكباس: الضخم. يقال: هامة كبساء يا فتى؛ ورأس أكبس. والحباس: الذي من شأنه أن يحبس. يقال: رجل ضارب للذي يضرب، كثيراً كان منه ذلك أو قليلاً، فإذا قلت: ضراب وقتال، فإنما يكثر الفعل، ولا يكون للقليل.

قال الراجز:

أخضر من معدن ذي قساس ... كأنه في الحيد ذي الأضراس

يرمى به في البلد الدهاس

يصف معولاً. وذو قساس: معدن للحديد الجيد، وهو يقرب من بلاد بني أسد. والحيد: ما أشرف من الجبل أو غير ذلك، يقال للطنف حيد، وهو الذي يسميه أهل الحضر الإفريز؛ يقال طنف حائطك، ويقال للناتئ في وسط الكتف: حيد وعير، وكذا الناتئ في القدم. وقوله: ذي الأضراس يريد الموضع الضرس الخشن ذا الحجارة. فيقول: هذا المعوللحدته يقع في الخشونة فيهدمها كما يهدم الدهاس. والدهاس: ما لآن من الرمل. قال دريد بن الصمة في يوم حنين: أين مجتلد القوم? فقالوا: بأوطاس٥. فقال: نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس٦، ولا لين دهس!


١ زيادات ر: "هو أبو النجم".
٢ ر: "تناهي".
٣ الشماس والشموس. شرود الدابة نفارها.
٤ ر: "مرسية".
٥ أوطاس: موضع في ديار هوازن.
٦ الحزن: ما غلظ من الارض. والضرس: الشديد خشونة.

<<  <  ج: ص:  >  >>