للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما أر مثلي شاقه صوت مثلها ... ولا عربيا شاقه صوت أعجما

وقال ابن الرقاع وذكر حمامة:

[قال أبو الحسن الأخفش: الصحيح أنه لنصيب] :

ومما شجاني أنني كنت نائماً ... أعلل من برد الكرى بالتنسم

إلى أن بكت ورقاء في غصن أيكة ... تردد مبكاها بحسن الترنم١

فلو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بليلى٢ شفيت النفس قبل التندم

ولكن بكت قبلي فهاج لي البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدم

أما قول حميد دعت ساق حر فإنما حكى صوتها، ويقال للواحد ذكراً كان أو أنثى: حمامة، والجمع الحمام، والحمامات، فإذا كان ذكراً قلت هذا حمامة، وإذا كانت أنثى قلت هذه حمامة. وكذلك هذا بطة وهذه بطة. ويقال بقرة للذكر والأنثى، ودجاجة لهما، فإذا قلت: ثور، أو ديك بينت الذكر، واستغنيت عن تقديم التذكير.

ويقال للحمامة: تغنت وناحت، وذاك أنه صوت حسن غير مفهوم، فيشبه مرة بهذا ومرة بهذا، قال قيس بن معاذ:

ولو لم يشقني الظاعنون لشاقني ... حمائم ورق في الديار وقوع

تجاوبن فاستبكين من كان ذا هوى ... نوائح ما تجري لهن دموع

وقوله: وانجال الربيع يقال؛ انجال عنا، أي أقلع، ومثل ذلك أنجم عنا. وإن قلت: أثجم فمعناه لزم ووقع، فهو خلاف أنجم. وإن قلت: انجاب فمعناه انشق. يقال: المجوب للحديدة التي يثقب بها المسيب. ويقال: جبت البلاد أي دخلتها وطوقتها. وفي القرآن: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} ٣ أي شقوه.

وقوله: لم يكن من تميمة التميمة المعاذة وقد مضى هذا.


١ ما بين العلامتين من زيادات ر.
٢ ر: "سعدي" وما أثبته عن الأصل.
٣ سورة الفجر ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>