للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن التي أصبحت يعيا بها زفر ... أعيت عياء على روح بن زنباع

قال أبو العباس: أنشدن١ الرياشي:

أعيا عياها على روح بن زنباع

وأنكره كما أنكرناه، لأنه قصر الممدود، وذل كفي الشعر جائز، ولا يجوز مد المقصور:

ما زال يسألني حولاً لأخبره ... والناس من بين مخدوع وخداع

حتى إذا انقعطت عني وسائله ... كف السؤال ولم يولع بإهلاعي

فاكفف كما كف عني إنني رجل ... إما صميم وإما فقعة القاع

واكفف لسانك عن لومي ومسألتي ... ماذا تريد إلى شيخ لأوزاع!

أما الصلاة فإني لست تاركها٢ ... كل امرئ للذي يعني به ساع

أكرم بروح بن زنباع وأسرته ... قوم دعا أوليهم للعلا داع

جاوزتهم سنة فيما أسر به ... عرضي صحيح ونومي غير تهجاع

فاعمل فإنك منعي بواحدة ... حسب اللبيب بهذا الشيب من ناع

ثم ارتحل حتى أتى عمان، فوجدهم يعظمون أمر أبي بلال ويظهرونه، فأظهر أمره فيهم، فبلغ ذلك الحجاج، فكتب إلى عامل٣ عمان، فارتحل عمران هارباً، حتى أتى قوماً من الأزد، فلم يزل فيهم حتى مات، وفي نزوله بهم يقول:

نزلنا بحمد الله في خير منزل ... نسر بما فيه من الإنس والخفر

نزلنا بقوم يجمع لله شملهم ... وليس لهم عود سوى المجد يعتصر

من الأزد إن الأزد أكرم أسرة٤ ... يمانية قربوا إذا نسب البشر

فأصبحت فيهم آمناً لا كمعشر ... أتوني فقالوا من ربيعة أو مضر

أم الحي قحطان? فتلكم سفاهة ... كما قال روح لي وصاحبه زفر٥

وما منهما إلا يسر بنسبة ... تقربني منه وإن كان ذا نفر

فنحن بنو الإسلام والله واحد ... وأولى عباد الله بالله من شكر


١ ر: "أنشدنيه".
٢ ر: "غير تاركها".
٣ ر: "أهل".
٤ ر: "معشر".
٥ ر: "لي روح".

<<  <  ج: ص:  >  >>