للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برئت من الخوارج لست منهم ... من الغزال منهم وابن باب

ومن قوم إذا ذكروا عليا ... يردون السلام على السحاب

ولكني أحب بكل قلبي ... وأعلم أن ذاك من الصواب

رسول الله والصديق حباً ... به أرجو غداً حسن الثواب

فإن قوله: من الغزال منهم يعني واصل بن عطاء، وكان يكنى أبا حذيفة، وكان معتزلياً، ولم يكن غزالاً، ولكنه كان يلقب بذلك، لأنه كان يلزم الغزالين، ليعرف المتعففات من النساء، فيجعل صدقته لهن، وكان طويل العنق. ويروى عم عمرو بن عبيد، أنه نظر إليه من قبل أن يكلمه، فقال: لا يفلح هذا ما دامت عليه هذه العنق!.

وقال بشار بن برد يهجو واصل بن عطاء:

ماذا منيت بغزال له عنق ... كنقنق الدو إن ولى وإن مثلا١

عنق الزرافة ما بالي وبالكم ... تكفرون رجالاً أكفروا رجلا!

ويروى: لا بل٢، كأنه لا يشك فيه، أن بشاراً كان يتعصب للنار على الأرض ويصوب رأي إبليس - لعنه الله - في امتناعه من السجود لآدم عليه السلام، ويروى له:

الأرض مظلمة والنار مشرقة ... والنار معبودة مذ كانت النار

فهذا ما يرويه المتكلمون.

وقتله المهدي على الإلحاد، وقد روى قوم أن كتبه فتشت فلم يصب فيها شيء مما كان يرمى به وأصيب له كتاب فيه: إني أردت هجاء آل سليمان بن علي،


١ النقنق: الظليم. والدو: الفلاة الواسعة. ومثل: أي أيام.
٢ قال الملرصفي: هذه عبارة سخيفة, يريد أن السبب في هجائه ليس ما ذكره بشار من نسبه الكفر إلى أصحابه, إذ نسبوه إلي واصل, وإنما السبب ما بلغه من إنكار واصل قوله يفضل النار وبصوب رأي إبليس. وكلمة" كأنه لا شك فيه" معترضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>