في حسابه أسوأ الاحتمالات، وأن يستعد للقائه أعظم استعداد.
وومن تلك الصفات الخالدة للجندي الحق، "أن يجاهد بماله ونفسه في سبيل الله".
وقد وردت كلمة:"جهد" ومشتقاتها في إحدى وأربعين آية من آيات الذكر الحكيم. قال تعالى:{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[الصف ٦١: ١١]، وقال تعالى:{الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ}[التوبة ٩: ٢٠]. وقال تعالى:{وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}[التوبة ٩: ٤١]، وقال تعالى:{وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء ٤: ٩٥].
وقد فرض الإسلام على المتخلف عن الجهاد عقاباً نفسياً في الدنيا، إذ يهجر المتخلف أهله حتى زوجه، كما يهجره المسلمون جميعاً ويقاطعونه، وينبذه المجتمع الإسلامي وينظر إليه نظرة احتقار وامتهان، قال تعالى:{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ}(١)[التوبة ٩: ١١٨].
إن عقاب المتخلف عن الجهاد في الإسلام يقتصر عليه فقط ولا يتجازه إلى أهله وعشيرته وسكان قريته ... إلخ. كما حدث في القرن العشرين في بعض الدول الكبرى، إذ نزل العقاب الصارم بأهل المتخلِّف وذوي قرباه وحتى بأهل قريته في بعض الأحيان!.
(١) انظر تفاصيل عقاب المتخلفين في الإسلام في (الرسول القائد)، ص ٤٠٢ - ٤٠٦.