ويهمنا أن نعرف أن كثيراً من عوائل المتخلفين أُبيدت عن بكرة أبيهم في الدول التي طبقت الحرب الجماعية خلال الحرب العالمية الثانية في القرن العشرين! أما الإسلام، فقد عاقب المتخلف وحده عقاباً نفسياً صارماً؛ فأين هذا العقاب الذي طبقه المسلمون على المتخلف في القرن الأول الهجري قبل أربعة عشر قرناً من هذا العقاب الجسدي الفظيع الذي طبقته أرقى الدول في القرن العشرين الميلادي؟! لقد سبق الإسلام بتعاليمه العسكرية غيره من التعاليم العسكرية، ليس في هذه الناحية بل في كثير من النواحي العسكرية الأخرى، مما يدعو إلى أعظم التقدير والإعجاب.
ز- ومن تلك الصفات للجندي الحق، "أن يكون مدرَّباً"، والجندي المدرب يتغلب على الجندي غير المدرب بسهولة، ولا قيمة عسكرية للجندي المتخلف في التدريب العسكري.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ارموا واركبوا، وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، ومن تعلَّم الرمي ثم نسيه فليس منا"، وفي رواية: "فهي نعمة جحدها" (١).
تلك هي تعاليم الإسلام في إعداد العسكريين للقتال وهو مانطلق عليه التدريب الفردي في المصطلحات العسكرية الحديثة.
وبهذه التعاليم التي إذا طبقها المسلمون كما طبقها السلف
(١) الحديث رواه مسلم؛ جحدها أي كفر بها وأنكرها مع علمه بها.