ولقد رأينا رجال حرب في أيامنا يدخلون الحرب، ولا يذكرون الله في كلامهم، ولا طلب النصر من الله؛ والله يؤيد بنصره من يشاء، وهو العزيز الحكيم.
ولقد منُوا بالهزيمة النكراء، ولم يرعووا عن غيّهم، واستمروا على عصيانهم؛ والشعوب تكتوي بنارهم.
٥ - وإنه في سبيل الدعوة الإيجابية إلى الإيمان، والرد على الدعوة السلبية التي تبرر عصيان القادة وفسوقهم عن أمر ربهم - استعان المؤلف بآراء قواد البلاد الأوروبية المشهورين الذين نادَوْا بضرورة إيمان القائد بعقيدة، يتبعه على إيمانه بها جنده طوعاً واختياراً، لا قسراً وإجباراً.
ولقد أكثر من ذكر كلام مونتكومري كبير قواد الحرب العالمية الثانية، وهو الذي كان على مقربة من أرض العرب؛ الذي انتصر في الصحراء الغربية بمصر.
فقد كان ذلك القائد العظيم مؤمناً بدينه المسيحي أشد الإيمان، مستمسكاً بعقيدته أشد الاستمساك، ويرى أن سر النصر في هذه القيادة المؤمنة.
ولقد قيل، ويقال: كيف يدعي مونتكومري أو غيره أنه مؤمن، وهو يعتقد التثليث، وهذا اعتقاد باطل؛ لقد قيل ذلك، وهذا خطأ في الفهم.
إن الأمر في الاعتقاد ليس في كونه صحيحاً، إنما هو في قوة الإذعان بعد الجزم والتصديق اليقيني. فمن يعتقد بدين اعتقاداً جازماً