شعبه، ولكن الذي يبشر بالخير - كما زعم صديقي الذي كان - هو أن طلاب الجامعة في ذلك البلد العربي الشقيق تعلموا احتساء الخمر ولعب الميسر ومغازلة الفتيات، لذلك فالبلد مقبل على التحرر والانعتاق من براثن الجهل والتقاليد البالية.
وحينذاك اجتاحني الغضب الشديد، وزجرته زجراً عنيفاً، وقررت أن أقاطعه نهائياً لانحرافه عن الطريق السوي! أحقاً أن الخمر والميسر والانحلال الخلقي تقود إلى التحرر والانعتاق؟! وكيف؟! ومتى؟! وأين؟! وتسأل هذا الرجل وأمثاله:"هل يحارب الإسلام العلم؟ هل يدعو الإسلام إلى الجهل؟ ماذا تعيب على العقيدة الإسلامية منهجاً للحياة الدنيا وسبيلاً إلى الحق والفضيلة والخير"؟ لماذا إذن نتنكر للإسلام؟ ولمصلحة من هذا التنكر؟ ولماذا ينبغي أن يتخلى القائد العسكري بالذات عن الدين؟ وكيف يمكن أن نتصور القائد العسكري بلا دين؟ إن الذي لا دين له، لا يدافع عن الدين. والذي لا عرض له، لا يدافع عن أعراض الناس. والذي لا يتحلى بالمثل العليا، لا يمكن أن يدافع عن المثل العليا.
وماذا تريد إسرائيل، وماذا يريد أعداء العرب والمسلمين، غير أن يتخلى العرب والمسلمون عن دينهم وعرضهم ومثلهم العليا؟!