يقرر مونتكومري .. وقد نادى من قبله القرآن الكريم بالصبر، فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وإن تربية النفس مع الصبر، وتربية القائد أو الجندي مع ضبطها أمران متلازمان؛ وضبط النفس ألا تفزع ولا تطمع، وأن تقمع شهواتها وملاذَّها، وألاّ تيأس في هزيمة، ولا تأشر وتبطر وتزدهي في نصر؛ وأن تتلقى السراء بثباتِ جأش، والضراء بعزيمة تعلو، ولا تهبط؛ ولقد قال تعالى في وصف الإنسان الذي لا ينال سجية ضبط النفس: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (٩) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.
وإن الصبر وضبط النفس لا يظهران إلا عند الصدمات، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".
٧ - ومونتكومري يرى أن العقيدة يجب أن تكون العنصر الأساسي في تربية الشعب، وخصوصاً صغاره؛ ويرى أن تربية العقيدة يجب أن تبدأ من قبل السادسة من عمره؛ وأنه يجب أن يُربَّى على الجلاد، وعلى الضبط، وألا تمتاع نفسه بالملاهي انمياعاً.
ويستفاد من كلامه أن اللهو في ذاته باطل، إلا أن يكون في ظل الإيمان، والاعتقاد؛ وأن تكون للنفس إرادة تسيطر على اللهو والملاهي.
ويذكر أنه يجب أن تُربَّى البنات على الاحتشام والتمسك بالاعتقاد، والإيمان؛ ويقول في ذلك عن بنات جيله مادحاً لهن: "إن