والرقص والتهريج، إنما مجد الأمم بعلمائها، وهم قمة الإنسانية، وهداتها.
ولكن عمّ سيل المجون حتى طمّ؛ ولذلك تخلفنا، وانهوينا إلى منهوى سحيق.
من أجل ذلك كتب اللواء الركن محمود شيت خطاب، ونقل ما نقل عن قادة الحرب وقادة الفكر من أوروبا وغيرها؛ وإن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
٨ - وإن اللواء الركن محمود شيت خطاب لا يكتفي بما ذكر من قادة الغرب، وإن كان لذلك مكانه، وفيه عبرته لمن يعتبر.
بل اتجه من بعد إلى القادة من المسلمين، وذكر مقدار العقيدة في نصرهم.
وقد وجد أمامه دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الجهاد الذي لا يقصد به إلا وجه الله، فقد ذكر - صلى الله عليه وسلم - في محاورة بينه وبين أصحابه يفصِّل حال المحاربين، ومقامهم في الجهاد عند الله؛ وسئل عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً؛ أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله".
يروى أن رجلاً أراد الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو يبتغي عرضاً من أعراض الدنيا، فقال عليه السلام:"لا أجر له"، فأعادها عليه ثلاثاً؛ كل ذلك، وهو يقول:"لا أجر له".