والإذاعات المرئية فيها الأجسام العارية، والرقصات الكاشفة المغرية، فإذا نبَّهنا إلى ما في ذلك من دعوات صارخة ضد الفضيلة، قال المهيمنون الذين يقودون هذا المجون ويشجعونه: إنه يشتمنا. إذا كان ذلك التنبيه الرقيق أو العنيف شتماً، فنحن نرضى بذلك؛ وخير لنا أن نقوم بالكلام -اللائم أياً كان وصفه- من أن نرى الشر ولا نستنكره، ونستمع إلى الدعوات لظهور البنات والنساء عارية أرجلهن إلى أنصاف أفخاذهن، وبين ما يقرره مونتكومري .. نجد إلى أي حد انحدرنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكل ذلك، وأرضنا محتلة، وعدونا يساورنا بالقوة؛ ونحن لاهون.
إن كتابة مونتكومري، وغيره من القواد العظام، وطريق نصرهم، وما يجب أن تتحلى به الشعوب التي تعرضت للغزو: درس للذين يقودون البلاد ليعرفوا ما يجب التخلي عنه، وما يجب التحلي به؛ إن النصر لا يكون بالرقص والغناء الذي يغري بالأهواء والشهوات، ويثير الغرائز، ويخدر النفس، فلا تتجه إلى الواجب.
إن المقاييس قد اضطربت، وميزان الرجال هو الذي يدل على مقدار إدراك الآفة ومقدار حدها، وتحرير إرادتها.
إن الرجل من أهل المجون يموت، فتقوم الصحف والمحافل وتُعقَد الندوات في ذكر مناقبه؛ ويموت العالم الجليل الذي يدين له الجيل، فلا يظفر من الصحافة التي تتبع الحكومة إلا بخبر عارض، أو لمحة خاطفة، وهو يسجل للأمة مجدها؛ فمجد الأمم ليس بالغناء