للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان عمير بن سعد الأنصاري (١) من قادة الفتح الإسلامي في أرض الشام، وقد ولاه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مدينة حمص (٢).

وكتب عمر إلى أهل (حمص): "اكتبوا لي فقراءكم"، فكتبوا إليه أسماء الفقراء، وذكروا فيهم عمير بن سعد - رضي الله عنه - وكان أميراً عليهم. فلما قرأ عمر اسمه قال: "مَنْ عمير بن سعد"؟! فقالوا: أميرنا!! فقال عمر: "فأين عطاؤه"؟ فقالوا: يخرجه كله لا يمسك منه شيئاً! فوجه إليه عمر بمئة دينار، فأخرجها كلها إلى الفقراء، فقالت له امرأته: "لو كنت حبست لنا منها ديناراً واحداً"، فقال: "لو ذكّرتِني فعلت" (٣).

د) وأراد أبو بكر الصديق أن يولِّي أبا عبيدة بن الجراح القيادة العامة في أرض الشام، ولكن أبا عبيدة استعفاه من ذلك (٤)، فأصر أبو بكر على رأيه. فلما تحرج موقف المسلمين في أرض الشام واجتمعوا باليرموك، ولىّ أبو بكر خالد بن الوليد منصب القيادة العامة في أرض الشام بدلاً من أبي عبيدة (٥) الذي بقي على جند (حمص) (٦)، فأعاده عمر بن الخطاب إلى منصب القيادة العامة بعد وفاة أبي بكر (٧) وصيّر


(١) انظر سيرته في: قادة فتح العراق والجزيرة ٤٦٩ - ٤٧٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٠٢، وابن الأثير ٢/ ٢٠٧.
(٣) ألف باء للبلوي ١/ ٤٤٣.
(٤) البلاذري ١١٦.
(٥) فتوح الشام، للواقدي ١/ ١٤، والبلاذري ١١٧، والأغاني ١٤/ ٢٦.
(٦) ابن الأثير ٢/ ١٥٥.
(٧) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٩٧.

<<  <   >  >>