للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وارتحل أسد من (بجردة) إلى (تونس)، فسمع من علي بن زياد (الموطأ)، وتعلّم منه العلم (١).

وخرج أسد إلى المشرق سنة اثنتين وسبعين ومئة الهجرية (٧٨٨م)، فقصد مالك بن أنس - رضي الله عنه - في المدينة المنورة، وواظب عليه، وطلب عليه العلم، وسمع منه الموطأ (٢).

وكان تلاميذ مالك يهابونه فلا يسألونه إلا بمقدار، وكان أسد جريئاً في الأسئلة والمناقشة، فألح أسد مرة على مالك بالسؤال، وكان مالك يكره السؤال عن أحكام الحوادث قبل وقوعها، فقال مالك لأسد: "سلسلة بنت سُلَيسِلة ... ! إذا كان كذا وكذا!! ... إن أردت هذا فعليك بالعراق" (٣).

وقبل أن يغادر أسد المدينة المنورة، ودّع هو وصحبه الإمام مالكاً، فقال له مالك: "أوصيك بتقوى الله والقرآن والمناصحة لهذه الأمة" (٤).

وقصد أسد العراق، فلقي في (بغداد) أصحاب الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت - رضي الله عنه -: أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهما، فكتب الحديث في العراق، وتفقه به (٥).


(١) وادي بجردة: نهر معروف في (تونس)، تقع عليه القرية التي تعلّم فيها أسد بن الفرات.
(٢) رياض النفوس ١/ ١٧٢، وانظر المكتبة ١٨٠.
(٣) معالم الإيمان ٢/ ٣.
(٤) رياض النفوس ١/ ١٧٤، وفي معالم الإيمان ٢/ ٤، ورد قول مالك: "سلسلة بنت سلسلة" إلخ ...
(٥) رياض النفوس ١/ ١٧٤، ومعالم الإيمان ٢/ ٤.

<<  <   >  >>