للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمي باسم بلاطة فيما بعد، وكان الصقليون يفوقون المسلمين عدداً وعُدداً، فقد كان جيش الصقليين مئة ألف وخمسين ألفاً" (١).

وكان أسد في هذه المعركة يحمل اللواء بيد، والسيف بيده الأخرى، وهو يدعو الله؛ فحمل على الروم، وحمل الناس معه، فهزم (بلاطة) وجُرح في هذه المعركة (٢) واستولى المسلمون على عدة حصون من الجزيرة (٣).

وانتصر المسلمون على جيش الروم المحلِّي في (صقلية)، وفرَّ الروم نحو الجبهة الشرقية، وحشدوا جموعهم حول مدينة (سرقوسة)، فرأى أسد أن يستثمر الفوز (٤) فسار بجيشه يقتفي أثر المنهزمين.

ز) ووقف أسد تحت أسوار (سرقوسة)، ونزل مقاطع الحجارة التي كانت حول المدينة منذ عهد اليونان (٥)، قاطعاً إليها من (مازر) مسافة مئتي كيلو متر، وهي المسافة الفاصلة بين رأس الجسر (٦) الذي نزل فيه المسلمون في مدينة (مازر) وبين (سرقوسة).


(١) المسلمون في جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا ٦٥، والمسلمون في صقلية ٩. وكان نفوس صقلية (١٦٠٠،٠٠٠) في عهد الحكم الإسلامي؛ انظر المسلمون في صقلية ٣.
(٢) رياض النفوس ١/ ١٨٨، ومعالم الايمان ٢/ ١٥، وتاريخ قضاة الأندلس ٥٤.
(٣) ابن خلدون ٤/ ١٩٩؛ وابن الأثير ٦/ ١١٤، وقد هرب (بلاطة) إلى (فلورية) وهي جزيرة في شرق (صقلية) فقتل بها.
(٤) استثمار الفوز: مصطلح عسكري حديث، معناه: ترصين المواضع المحتلة ومطاردة العدو للقضاء عليه.
(٥) المسلمون في صقلية ٩.
(٦) رأس الجسر: هي منطقة إنزال القوات العسكرية التي جرى إنزالها في تلك المنطقة ( Bridgehead) .

<<  <   >  >>