للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسافة من (سوسة) إلى (صقلية) يوم وليلة (١)، مما يدلّ على أن المسلمين قضوا ثلاثة أيام في ترصين فتح (قوصرة) ووضع حامية مناسبة فيها، لحماية خط انسحابهم إلى (إفريقية) عند الحاجة (٢).

و) ورست سفن أسد في ميناء (مازر (٣) Mazara) على ساحل (صقلية) الغربي، وهو أقرب ثغور (صقلية) إلى (إفريقية)، وهناك جرى إنزال قوات المسلمين، فلم يجدوا مَن يدافع عن المدينة، لاختلاف أمور الروم، وزهد أهل البلاد في الدفاع عنها لفائدة الروم الغاصبين (٤).

ونفذ أسد على رأس جنده إلى شرق الجزيرة لمقاتلة الروم الذين اجتمعوا حول صاحب (صقلية) بلاطة (بلاته)، واجتمع إلى أسد (فيمي) وأنصاره ليقاتلوا معه، فأبى أسد وطلب إليهم أن يعتزلوهم قائلاً لفيمي: "اعتزلونا، لا حاجة لنا بأن تعينونا" (٥).

ودار القتال في ميدان بين بلرم (٦) (بالرمو Palermo) و (مازر)


(١) النويري في المكتبة ٤٢٨.
(٢) إن فتح جزيرة قوصرة مهما كانت صغيرة، ومهما كانت قواتها قليلة، لا يمكن أن يتم عنوة بهذه الفترة القصيرة من الزمن، إذ أن إجراءات الاستطلاع، وإعداد الخطة المناسبة، ثم تنفيذها، يحتاج إلى وقت أكثر بكثير من ثلاثة أيام كما هو معروف.
(٣) مازر: مدينة في الساحل الغربي من (صقلية)؛ انظر معجم البلدان ٨/ ٣٦٢، والمشترك وضعاً ٣٨١.
(٤) المسلمون في جزيرة صقلية وجنوب إيطالية ٦٥.
(٥) رياض النفوس ١/ ١٨٨، وابن الأثير ٦/ ١٣٧، والمكتبة ٢٢٢، وقد أمرهم أسد أن يجعلوا على رؤوسهم سيماً يعرفون بها ليلاً؛ انظر المكتبة ١٨٥ عن رياض النفوس.
(٦) بلرم: أعظم مدينة في (صقلية) تقع على شاطئ البحر، ذات سور شاهق منيع مبني من حجر؛ انظر التفاصيل في معجم البلدان ٢/ ٢٦٨؛ وهي عاصمة (صقلية)؛ انظر: المسلمون في صقلية ١.

<<  <   >  >>