للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتخريبه، واشتبكت مع الإفرنج وقوات الصليبيين الأخرى، واستولت على كثير من السبي والغنائم.

واجتمعت قوات صلاح الدين بقوات ولده الملك الأفضل، فاجتمع من ذلك جيش ضخم يقدر باثني عشر ألف فارس من القوات النظامية وعدد كبير من المتطوّعة المجاهدين.

ونزل غربي (طبريَّة) (١) على سطح الجبل بتعبية الحرب منتظراً الإفرنج، وذلك يوم الأربعاء الحادي والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة الهجرية (١١٨٧م)، فلما رأى الإفرنج لا يتحرَّكون، هاجم (طبريَّة) فاستولى على المدينة ولم يستطع الاستيلاء على قلعتها.

وبلغ الصليبيُّون ما حلَّ بطبرية، فلم يستطيعوا الصبر بل قصدوها للدفاع عنها. وعلم صلاح الدين بحركة الصليبيين نحو (طبرية)، فترك عليها من يحاصر قلعتها، وقصد قوات الصليبيين، فالتقى الطرفان في أواخر الخميس الثاني والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة الهجرية، ولكن الليل حال دون التحام الفئتين.

وبات الطرفان وهما على تعبية في أعلى درجات الحذر واليقظة، وطلائع الطرفين بتماس شديد.

وفي صبيحة يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الآخر،


(١) طبرية: مدينة تقع على بحيرة (طبرية) المسماة باسمها، وهي منخفضة ٢١٠ أمتار عن سطح البحر.

<<  <   >  >>