للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبو أيوب الأنصاري. وسار الأسطول الإسلامي بقيادة بُسر بن أبي أرطاة، واخترق مضيق الدردنيل دون مقاومة.

واستمرَّ حصار المدينة برّاً وبحراً سبعة أعوام دون جدوى، فانسحب المسلمون سنة ثمان وخمسين الهجرية (٦٧٨ م) إلى قواعده (١).

وفي سنة ست وتسعين الهجرية (٧١٥ م) تولى الخلافة سليمان بن عبد الملك، فأعاد الكرَّة وانتدب أخاه مَسْلَمَة بن عبد الملك وأمره ألاَّ يبرح القسطنطينية حتى يفتحها أو يأتيه أمره. وسار مسلمة في أوائل سنة ثمان وتسعين الهجرية (٧١٦ م) مخترقاً هضاب الأناضول، وفتح عدَّة مدن وحصون للروم، ثم بدأ حصار القسطنطينية، فحاصرها ثانية في اليوم الثاني من محرَّم سنة تسع وتسعين الهجرية (١٥ آب - أغسطس - ٧١٧م)، ولكن لم تمضِ أسابيع قلائل على حصارها حتى توفي سليمان بن عبد الملك في العاشر من صفر سنة تسع وتسعين الهجرية (٧١٧م)، ودخل فصل الشتاء وكان شديد البرد، فانسحب مسلمة إلى ثغور الشام (٢).

ولم تحاول الخلافة بعد ذلك أن تعمل جادَّة لافتتاح القسطنطينية، وإن كانت جيوشها قد اقتربت بعد ذلك غير مرَّة من هذه العاصمة.

وقد وقعت أشهر هذه الغزوات أيام الخليفة المهدي من بني العباس، حيث سار ولده هارون الرشيد في صيف سنة خمس وستين ومئة الهجرية (٧٨٣م) غازياً للدولة البيزنطية، فاخترق هضاب الأناضول


(١) الطبري ٢/ ٨٦؛ وابن الأثير ٣/ ١٧٥ و ١٨١ و ١٨٢ و ١٨٦.
(٢) ابن الأثير ٥/ ١٠.

<<  <   >  >>