للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى أشرف على ضفاف البسفور الآسيوية، وعسكر فوق تلال خريسوبوليس (أسكوتاري) في مواجهة القسطنطينية. وكان على عرش القياصرة يومئذٍ طفل هو قسطنطين السادس، ومقاليد الحكم بيد أمه الإمبراطورة إيريني (ريني)، فهزم المسلمون البيزنطيين هزيمةً نكراء، واضْطرَّت إيريني أن تعقد الصلح وأن تتعهَّد بدفع جزية سنوية للمسلمين (١).

وكانت أول محاولة للعثمانيين لفتح القسطنطينية في سنة ثمان وتسعين وسبعمئة الهجرية (١٣٩٥ م)، ولكن وصول تيمورلنك إلى حدود الدولة العثمانية الشرقية اضطر السلطان (بايزيد) على التخلِّي عن الحصار (٢).

وقد كانت القسطنطينية محطَّ أنظار العثمانيين ومعقد آمالهم، منذ بداية حكمهم، فأوصى السلطان عثمان مؤسس الدولة العثمانية خلفاءه بفتحها، فلم توفق السلاطين بعد عثمان في تحقيق هدفهم، حتى جاء السلطان محمد الفاتح، فكتب الله له أن يكون فاتح هذه المدينة العظيمة، ومن يومها حمل لقب: الفاتح.

وكما تعرَّضت القسطنطينية لمحاولات فتحها من المسلمين، تعرَّضت أيضاً عبر تاريخها الطويل لمحاولات غزوها من غير المسلمين، ولم تَسلَم حتى من الصليبيين؛ فقد تحوَّلت الحملة الصليبية الرابعة عن هدفها الأصلي وهو غزو بلاد المسلمين، فاحتلَّت القسطنطينية سنة


(١) انظر التفاصيل في: مواقف حاسمة ٣٤ - ٤٥.
(٢) محمد الفاتح ١٠.

<<  <   >  >>