وخاصة الخبز والنبيذ، فاضطرَّ كثير من المقاتلين أن يغادروا مواقعهم للبحث عن غذائهم وغذاء عوائلهم، وهذا أخطر ما يصادفه المحاربون في أثناء القتال، لأن المحارب الذي لا يجد ما يطعمه لا يقوى على القتال:"الجندي يمشي على بطنه"، كما يقولون، ولأن المحارب تنهار معنوياته إذا علم أنَّ مَن يعول لا يجدون ما يَطْعَمُون.
وأمر قسطنطين بأن يحمل الزاد (الطعام) إلى المقاتلين في مواقعهم، لكي لا تستهدف الأسوار لمباغتة العثمانيين، كما أمر بتوفير الطعام لعوائل المقاتلين. وسأل قسطنطين البنادقة عن أسباب تخلُّف البندقية عن إرسال النجدة والمعونة إلى القسطنطينية تنفيذاً للاتفاق بينهما في ٢٦ كانون الثاني - يناير - سنة ١٤٥٣ م.
وفي أثناء هذه الظروف القاسية فكَّر قسطنطين في إرسال سفينة لحثَّ أسطول البندقية في بحر الأرخبيل على الإسراع لمعاونة القسطنطينية، ولكن هذه السفينة التي كانت تحمل آخر أمل للعاصمة البيزنطية لم تجد أسطول البندقية فعادت خائبة حزينة.
في ذلك الحين شنَّ العثمانيون هجوماً عنيفاً على أسوار القسطنطينية، فاشتدَّ الضيق والكرب والبلاء على المحصورين. وأشار خاصة قسطنطين عليه وفي مقدِّمتهم البطريرك وجستنيان بالخروج من القسطنطينية إلى بعض الأمكنة القريبة المجاورة، ويستنجد بنفسه مَن حوله من النصارى لعلَّهم يخفُّون إلى نجدته، ولكنه رفض هذا الرأي وعزم على البقاء في عاصمته حتى النهاية.
وهذا يدلُّ على انهيار معنويات قادة المحاصَرين، فلو أن