وذات اليمين، حتى كلَّت يده وأصابه أحد الجنود العثمانيين بضربة سيف قاتلة، فخرَّ صريعاً مضرَّجاً بالدماء.
وصاح صائح بأن الإمبراطور قد قُتِل، فزاد ذلك في فزع سكان القسطنطينية ورعبهم.
ولم يقف بعد ذلك شيء في وجه العثمانيين لدخول المدينة، فقد تفتَّحت لهم جميع الأبواب والمنافذ، بعد أن فرَّ حماتها وذهبوا يلتمسون النجاة لأنفسهم. واشتدَّ الهرج والمرج في المدينة، واختلط الحابل بالنابل، وتزاحم الناس يدفع بعضهم بعضاً، كل يطلب النجاة فلا يدري أين يجدها.
أما عن القتال في جانب البحر، فقد ناجز العثمانيون من فوق سفنهم الراسية في بحر (مرمره) المدافعين، وظلُّوا على ذلك إلى أن رُفعت الأعلام العثمانية فوق الأبراج القائمة على السور البري، فرآها المدافعون، فخارت قواهم واستخذت عزائمهم، فمنهم من استسلم، ومنهم مَن فرَّ مع الفارّين.
وانتهت صفحة من صفحات تاريخ القسطنطينية الطويل بهزيمة البيزنطيين، وبدأت صفحة جديدة من صفحات تاريخها الطويل بفتح العثمانيين.
وكان آخر سطر من سطور آخر صفحة من صفحاتها البيزنطية:
أن قسطنطين آخر أباطرة الروم مات بشرف في ساحة القتال، وآثر شرفه على حياته، فسقط صريعاً ولم يسقط السيف من يده.