للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من عظماء اسطنبول، وطلع بهما إلى السلطان - سلطان مصر إينال - وهما من أهل قسطنطينية وهي الكنيسة العظمى باسطنبول، فسُرَّ السلطان والناس قاطبة بهذا الفتح العظيم، ودُقَّت البشائر لذلك، وزُيِّنت القاهرة بسبب ذلك أياماً. ثم طلع القاصد المذكور، وبين يديه الأسيران إلى القلعة في يوم الإثنين الخامس والعشرين من شوال، بعد أن اجتاز القاصد المذكور ورفقته بشوارع القاهرة، وقد احتفلت الناس بزينة الحوانيت والأماكن وأمعنوا في ذلك إلى الغاية، وعمل السلطان الخدمة بالحوش السلطاني من قلعة الجبل ... " (١).

ويقول ابن تغري بردي في كتاب آخر: "ثم طلع قاصد متملك بلاد الروم ورفقته إلى القلعة من غير أن يحضر القضاة، وتمثَّلوا بين يدي السلطان، وقدَّموا ما معهم من الهدية التي أرسل بها مرسلهم، وكانت تسعة أقفاص ... ، فقبلها السلطان ورحَّب به، ثم أنزل إلى محل إقامته ومعه رفقته وهم يتفرَّجون في الزينة، وكانت عظيمة واستمرت أياماً، وتغالى العوام في شأنها مع استمرار دق البشائر في صباح كل يوم أياماً" (٢). ويقول ابن إياس صاحب كتاب (بدائع الزهور): "فلما بلغ ذلك دقت البشائر بالقلعة ونودي في القاهرة بالزينة، ثم إن السلطان عيَّن برسباي أمير خور ثاني رسولاً إلى ابن عثمان يهنئه بهذا الفتح".

وما يقال عن الأفراح التي أقيمت بمصر، يقال عن الأفراح التي أقيمت في كل بلد إسلامي في آسيا وإفريقية.

لقد كان من حق المسلمين أن يحتفلوا بهذا النصر الإسلامي الحاسم.


(١) النجوم الزاهرة.
(٢) حوادث الدهور.

<<  <   >  >>