نظراً لظروفها الداخلية واستشراء العداوة فيما بينها، كما أن العثمانيين كانوا في أوج قوتهم وعظمتهم، وكانوا يسيرون على الطريق الصحيح إدارة وتنظيماً وقيادة.
لقد كان سقوط القسطنطينية كارثة قاصمة للدول الغربية، وكان نصراً حاسماً للإسلام والمسلمين.
فقد استقبلت دول الشرق الإسلامي فتح القسطنطينية بأعمق مشاعر الفرح والحبور، بعكس استقبال دول الغرب لهذا الفتح، إذ عمَّ الفرح والابتهاج بين المسلمين في ربوع آسيا وإفريقية.
وما إن وصل رسل السلطان الفاتح إلى مصر والحجاز وفارس والهند وهي أكبر الدول الإسلامية في ذلك الوقت يحملون نبأ هذا الفتح حتى هلَّل المسلمون وكبَّروا، وأذيعت البشائر من منابر المساجد وأقيمت صلوات الشكر، وزُيِّنَت المنازل والشوارع والدكاكين والحوانيت، وعلِّقت على الجدران والحوائط الأعلام والأقمشة المختلفة الألوان، وأمضى الناس في هذه البلاد أياماً كأحسن ما تكون أيام الأعياد الإسلامية روعة ورونقاً وبهاء.
وندع المؤرخ المصري المعاصر أبا المحاسن بن تغري بردي يصف شعور الناس وحالهم في القاهرة بعد أن وصل إليها رسول السلطان الفاتح ورفقته في الثالث والعشرين من شوال سنة سبع وخمسين وثمانمئة الهجرية (٢٧ من تشرين الأول - أكتوبر - سنة ١٤٥٣ م) بنبأ فتح القسطنطينية ومعهم الهدايا وأسيران من عظماء الروم، قال: "قلت ولله الحمد والمنَّة على هذا الفتح العظيم، وجاء القاصد المذكور ومعه أسيران