"إنه عزم أن يقوم في الصيف القادم بحملة ضد العثمانيين بصحبة الكرادلة والجنود المغاوير ... ".
وكتب البابا إلى أمير ألبانيا وغيره يحثهم على حشد جنودهم للحرب المقدسة ضد العثمانيين.
ولم يكن السلطان الفاتح في غفلة عما يدبره البابا وحلفاؤه ويعدونه لمحاربته، فحاول أن يفسد هذه المحالفة الصليبية الكبرى ضده، ولكنه أخفق في مسعاه فلم يبق أمامه إلا أن يعتمد على نفسه وعلى قوته، وتأهب لملاقاة الحملة الصليبية التي ستهاجمه من أوروبا وآسيا.
واطمأن البابا إلى نجاح خطته، ورسخ في قلبه أن الحملة القادمة ستقضي قضاء مبرماً على الدولة العثمانية، وفي (١١ من حزيران - يونيو - ١٤٦٤م) أدى البابا بيوس الثاني آخر صلواته في كنيسة الرسل بروما، ثم بدأ سيره إلى (أنكون) ليبحر منها إلى الشرق.
وهذه أول مرة في تاريخ البابوية والنصرانية وآخر مرة أيضاً، يخرج فيها البابا من روما ليتولى قيادة حملة صليبية بنفسه، وقد انتابت البابا عند بدء سفره من روما حمى خفيفة، ولكنه لم يحفل بها وطلب إلى أطبائه ألا يذكروا عن ذلك لأحد شيئاً.
لم تمضِ على رحلته ثلاثة أيام، حتى بلغه أن جموع الصليبيين المحتشدين في مدينة (أنكون) يجأرون بالشكوى لأنهم لا يجدون ما يستعينون به على السفر، فأوفد إليهم البابا: الكاردينال (جان كرفجال Jean Carvajal) لتهدئتهم. ولم يكد يقترب البابا من بحر