ومات البابا بيوس الثاني بين أيدي الكرادلة في (١٤ من آب - أغسطس - ١٤٦٤م).
وهكذا انتهت الحملة الصليبية الفريدة التي دعا إليها البابا بيوس الثاني للقضاء على الدولة العثمانية. على أن أثرها لم يقف عند هذا الإخفاق وهذه المأساة المحزنة، فإنها فوق ذلك أشاعت في نفوس النصارى نوعاً من القنوط واليأس من إعداد أي حملة صليبية أخرى ضد العثمانيين.
ولم يفت البابا بيوس الثاني قبل موته بعد أن تحقق من إخفاق الحملة التي أعدها أن يعود إلى محاولته الأولى، فوجّه نداء آخر إلى السلطان الفاتح دعاه فيه إلى التنصر.
وكان ذلك آخر عمل قام به البابا بيوس الثاني في سبيل النصرانية.
ج) ونشب القتال بين العثمانيين والبندقية في (الموره) واليونان وجزر بحر الأرخبيل ودامت الحرب ثلاث سنوات انتهت سنة (١٤٦٤م)، فلم يكن لها من نتيجة غير الدمار والخراب على الروم الذين أخذوا يلوذون بالعثمانيين وينشدون حمايتهم.
كما نشب القتال بين العثمانيين وإمارة (القرمان) التي كانت واحدة من الإمارات العشر التي قامت على أنقاض الدولة السلجوقية، وكانت أشدّها بأساً وأقواها شكيمة وأوسعها رقعةً، انتهت في ربيع سنة خمس وسبعين وثمانمئة الهجرية (١٤٧١م)، بفتح (القرمان) وضمها إلى الدولة العثمانية.