للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واختار الكرادلة بول الثاني من أهل البندقية ليكون خلفاً لبيوس الثاني، فلم تكد تتم مراسم تتويجه حتى جمع الكرادلة وشاورهم في أنجع الوسائل للقيام بالحرب المقدسة ضد العثمانيين. وما لبث البابا أن شغل عن هذا الأمر وانصرف إلى محاربة ملك بوهيميا (جورج بوديبراد George Podebrad) لحماية المنحرفين عن الكثلكة في بلاده.

ووجَّه الفاتح الذي صمم أن ينزل ضربة قوية بالبندقية حملة إلى مستعمرتها الكبرى جزيرة (نيجربون Negrpont) التي تُعدّ من أكبر جزر بحر الأرخبيل والتي تقع في الناحية الغربية من هذا البحر لا يفصلها عن الأرض اليابسة اليونانية غير قناة بحرية تعرف بقناة (أوريب Euripe) ، فاستطاع اقتحامها في اليوم الثالث عشر من محرم الحرام سنة خمس وسبعين وثمانمئة الهجرية (١٢ من تموز - يوليو - ١٤٧٠م).

وكان لسقوط (نيجربون مجنّ المسيحية وحصنها دوي هائل في الغرب بأسره، فإن الناس في أوروبا إلى ذلك الوقت كانوا يعتقدون أن قوة العثمانيين في البر وحده، وكان فتح هذه الجزيرة دليلاً على أن قوة العثمانيين في البحر أيضاً، وبذلك أصبحت الشواطئ الإيطالية مفتوحة أمام العثمانيين.

لذلك انصرف البابا بولص الثاني بكل قواه إلى جعل إيطاليا كلها جبهة واحدة أمام العثمانيين، فربطها بحلف واحد وثيق أذيع على الناس يوم (٢٢ من كانون الأول - ديسمبر - ١٤٧٠م) وأقيمت له الأفراح والأعياد في كل مكان.

ولم يكتفِ البابا بولص الثاني بهذه الجبهة الإيطالية المتحدة،

<<  <   >  >>