للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما فسد جيش قط إلا قذف الله في قلوبهم الرعب، وانهوا جيوشكم عن الغلول (١)، فإنه ما غلّ جيش قط إلا سلط عليه الله الرَّجْلة (٢)، وانهوا جيوشكم عن الزنا؛ فإنه ما زنا جيش قط إلا سلط الله عليهم الموتان" (٣). وقال أبو الدرداء: "أيها الناس! اعملوا صالحاً قبل الغزو، فإنما تقاتلون بأعمالكم" (٤). وقال: "وأن يقصد بقتاله نصرة دين الله تعالى وإبطال ما خالفه من الأديان، {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة ٩: ٣٣]، فيكون بهذا الاعتقاد حائزاً لثواب الله تعالى، ومطيعاً له في أوامره ونصرة دينه، ومستنصراً به على عدوه، ليستسهل ما لاقى، فيكون أكثر ثباتاً وأبلغ نكاية. ولا يقصد بجهاده استفادة المغنم، فيصير من المتكسبين لا من المجاهدين" (٥).

وقال: "من أحكام هذه الإمارة مصابرة الأمير قتال العدو ما صابر، وإن تطاولت به المدة، ولا يولِّي عنه وفيه قوَّة" (٦).

وجاء في كتاب "الأحكام السلطانية" (٧) للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء الحنبلي المتوفى سنة (٤٥٨هـ) (٨) في باب: "تقليد الإمارة


(١) الغلول: الخيانة في المغنم أو في مال الدولة.
(٢) الرَّجلة: نوع من الأمراض الخبيثة.
(٣) الموتان: الموت الكثير الوقوع، انظر النهاية في غريب الحديث - ابن الأثير (٤/ ١٣٠). وهذا الحديث ضعيف، وابن بنهاز ليس ثقة.
(٤) ص (٤٠).
(٥) ص (٤٥).
(٦) ص (٤٩).
(٧) أبو يعلى: الأحكام السلطانية، صححه وعلَّق عليه الشيخ أحمد حامد الفقي - القاهرة - ١٣٥٦ هـ - الطبعة الأولى.
(٨) المصادف سنة (١٠٦٥م).

<<  <   >  >>