للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما فيما يتعلَّق بالأعمال المتصلة بالعمران والأغراض السلمية، فقد أكثر الفاتح من إنشاء المباني العامة والطرق والجسور في أرجاء مملكته.

وأنشأ الفاتح كثيراً من المساجد والمعاهد والقصور والمستشفيات والخانات والحمامات والأسواق الكبيرة والحدائق العامة.

ولا بدَّ لنا هنا من وقفة قصيرة لننظر في إعجاب ودهشة إلى ذلك النظام الدقيق الذي وضعه السلطان الفاتح للمستشفيات أو دور الشفاء كما يسميها العثمانيون، فقد كان يعهد بكل دار من هذه الدور إلى طبيب، ثم زيد إلى اثنين من حذَّاق الأطباء من أي جنس كان، يعاونهما كحال وجرَّاح وصيدلي وجماعة من الخدم والبوابين. ويشترط في جميع المشتغلين بدور الشفاء أن يكونوا من ذوي القناعة والشفقة والإنسانية، ويجب على الأطباء أن يعودوا المرضى مرتين في اليوم، وألا تصرف الأدوية لهؤلاء المرضى إلا بعد التدقيق في إعدادها. وأكثر من هذا كله أنه كان يشترط في طبَّاخ المستشفى أن يكون عارفاً بطهي الأطعمة

والأصناف التي توافق المرضى منها، وكان العلاج والأدوية في هذه المستشفيات بالمجان، ويغشاها جميع الناس بدون تمييز بين أجناسهم وأديانهم.

وقد كان السلطان الفاتح شديد الحدب على الفقراء والمساكين برّاً بهم، ولم يكن في صدقاته وإحسانه نحوهم يفرِّق بين المسلم وغير المسلم، حتى لُقِّب بأبي الخيرات وأبي الحسنات.

وعني الفاتح بالتجارة والصناعة وعمل على إنعاشهما بكل

<<  <   >  >>