يفرض نفسه على الآخرين، وهي تفترض تغلب الإنسان على عيوبه وتنمية مؤهلاته ومزاياه.
يجب أن يتحلى القائد بالنزاهة المطلقة والعدالة والصدق، وتشمل النزاهة الحياة الخاصة والرسمية، وعلى الصعيد الرسمي فإنه يتناقض مع النزاهة كل معاملة للآخرين تتسم بالمناورة أو الالتواء أو الأنانية.
وليس من النزاهة في شيء إخفاء الحقيقة على من يجب أن يعرفها، ولا القعود عن معرفة الحقيقة بتفاصيلها، وليس من النزاهة في شيء أن يسعى القائد إلى تأمين الفوائد لنفسه على حساب هذا أو ذاك من زملائه أو مرؤوسيه كأن يطعن في كفاية من يَبُزُّه أو ينافسه.
وقد كانت العدالة بمعناها الضيق: إعطاء كل ذي حق حقه وإزالة الظلم، أحد واجبات القائد الأساسية. أما في عصرنا وبعد الفصل بين السلطات، فإنصاف المظلوم وإعطاء كل ذي حق حقه مهمة تمارسها سلطة خاصة هي السلطة القضائية. ولكن إذا كانت العدالة بمفهوم الكلمة الحقوقي لم تبق من امتيازات القائد، فالعدالة بمعنى
الإنصاف تظل أحد الموجبات التي لا محيد للقادة عن إلزام أنفسهم بها، ذلك أن الجنود الشباب الذين يعايشون القائد أشد تحسساً بالظلم من الذين بلغوا سن النضج. إنهم يقبلون أداء المهام التي يطلب منهم أداؤها، ولا يتذمرون من الأنظمة القاسية، مادام سائداً في أذهانهم أنهم في ظل المساواة والإنصاف.
والإنصاف لا يكون بإعطاء كل ذي حَقٍّ حقه، وبمعاملة الجميع