للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عباد الله أخذ كفار مكة يتهمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالاتهامات الكاذبة ليصدوا الناس عن الإيمان به، وجاء رجل إلى مكة فسمعهم يقولون عن محمَّد - صلى الله عليه وسلم - إنه مجنون، فذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليرقيه، فلما جلس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع كلامه آمن به واتبعه.

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "قدم ضماد مكة -وكان من أزد شنوءة- وكان يرقي (١) من هذه الريح (٢)، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمداً مجنون. فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي قال: فلقيه؛ فقال: يا محمَّد! إني أرقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من شاء. فهل لك (٣)؟

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إن الحمد لله نحمده ونستعينه. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله أما بعد:"

فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء. فأعادهن عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، فقال: لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء. ولقد بلغهن ناعوس البحر (٤).

فقال: هات يدك أبايعك على الإِسلام، فبايعه.


(١) من الرقية وهي العوذة التي يرقي بها صاحب الآفة.
(٢) المراد بالريح، هنا، الجنون ومس الجن.
(٣) أي فهل لك رغبة في رقيتي، وهل تميل إليها.
(٤) أي وسطه ولجته.