للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨)} [الحشر: ٨].

ومن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى، والله! لولا أني أخرجت منك، ما خرجت" (١).

عباد الله! كفار مكة أخرجوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لأنهم قالوا: ربنا الله، ولأنهم دخلوا في دين الله، وهذا يظهر من قول ورقة بن نوفل لرسولنا - صلى الله عليه وسلم -: يا ليتني فيها جذعاً حين يخرجك قومك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم؟ فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي" (٢).

ولذلك على المسلم إذا ضيق عليه في دينه، ولم يتمكن من عبادة ربه، أن يهاجر إلى أي بلد مسلم آخر ليتمكن من عبادة ربه، فليس هناك على وجه الأرض شخص أفضل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس هناك بلد أفضل من مكة ومع ذلك فقد هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة.

ثانياً: الله -عز وجل- ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة مهما كاد الكفار للمسلمين وخططوا، قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١)} [غافر: ٥١]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣)} [الصافات: ١٧١ - ١٧٣]، وقال تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١)} [المجادلة: ٢١].

وهذا يظهر من نصر الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - في هجرته من مكة إلى المدينة.


(١) "صحيح ابن ماجه" (٢٥٢٣).
(٢) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٣)، ومسلم (رقم ١٦٠).