للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله أكبر .. الله أكبر مَن الذي أطعم هذا الجيش في هذه الصحراء؟

إنه الله -عز وجل- ثم ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -.

عباد الله! وفي الطريق أصاب الجيش عطشٌ شديد، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: قيل لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: حدثنا عن غزوة العُسرة - وهي غزوة تبوك-، فقال عمر: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد -أي في حرٍّ شديد- فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطشٌ شديدٌ، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان أحدنا يذهب يلتمس الخلاء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع، وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه، ويضعُه على بطنه.

فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله! إن الله عودك في الدعاء خيراً فادع.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتحب ذلك يا أبا بكر؟ " قال: نعم.

فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه -أي: إلى السماء- فلم يرجعهما حتى قَالَت السماء -أي: تهيأت واستعدت للمطر- ثم سكبت الماء عليهم، فاستقوا وملأوا أوعيتهم قال عمر: ثم ذهبنا ننظر حدود المطر فرأينا أن المطر لم يتجاوز مكان الجيش (١).

الله أكبر .. الله أكبر مَن الذي سقى هذا الجيش في هذه الصحراء؟ إنه هو الله -عز وجل- ثم ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ويقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام غزوة تبوك،


(١) رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، وقال الهيثمي: ورجال البزار ثقات "مجمع الزوائد" (٦/ ١٩٤)، وقال الشيخ الألباني: حسن انظر "فقه السيرة" (ص ٤٠٧).