للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد فقال الله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٥) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٩٦)} [التوبة: ٩٥ - ٩٦] (١).

عباد الله! أما الدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من قصة كعب بن مالك وصاحبيه فمنها:

أولاً: الصدق سفينة النجاة.

عباد الله! عليكم بالصدق فإنه ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة.

ففي الدنيا: نجا كعب بن مالك بالصدق هو وصاحباه.

وفي الآخرة: قال تعالى: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} [المائدة: ١١٩].

عباد الله! عليكم بالصدق، فهو طريق إلى الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة" (٢).

ثانياً: بعد الكرب والشدة يأتي الفرج، فهذا كعب بن مالك بعد أن ضاقت عليه نفسه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، جاء الفرج فسمع صارخاً يصرخ: يا كعب بن مالك! أبشر فخر ساجداً لله وقال: قد جاء الفرج.


(١) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٤٤١٨)، ومسلم (رقم ٢٧٦٩).
(٢) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٦٠٩٤)، ومسلم (رقم ٢٦٠٧).