للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعداءه وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ

«١» وسماكم المسلمين، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ

«٢» ولا قوة الا بالله، أكثروا ذكر الله، وأعملوا لما بعد اليوم فانه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله الذى بينه وبين الناس، ذلك بان الله يقضى على الناس ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه «٣» .

[أول ما صلى رسول الله صلاة الخوف]

أخبرنا أبو القاسم عن العبدى عن أبى جعفر عن المدائنى وأبو أحمد عن الجوهرى عن عمر بن شبه عن شيوخه قال: أغار ابن عيينة الفزارى على لقاح «٤» رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بالغابة، فنذر بهم سلمة بن الاكوع فتبعهم فما زال يرميهم حتى استنقذها منهم، وبلغ رسول الله الخبر فنودى يا خيل الله اركبى، وذلك أول ما نودى به، فجاء بالمسلمين، فتقدم الاخرم الأسدى فعقر فرس عبد الرحمن بن عيينه، وعطف عليه عبد الرحمن فقتله، وتحول إلى فرسه ثم عقر عبد الرحمن فرس أبى قتادة، وكان من المسلمين، فعطف عليه أبو قتادة فقتله وتحول إلى فرسه، وهو فرس الأخرم، وانهزم المشركون، وطرحوا ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يستخفون بذلك حتى نزلوا على الماء، وأتاهم عيينة مددا لهم، وحضرت الصلاة فصلى النبى بأصحابه صلاة الخوف، فقامت طائفة بإزاء العدو وطائفة معه، فصلى بهم ركعة، فذهبوا إلى المصاف، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة، وصلى القوم ركعة ركعة وصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ركعتين، هكذا قالوا.

فلما جاء الليل انصرف المشركون الى بلادهم، فطلب أصحاب رسول

<<  <   >  >>