للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: أشر على فى أمر الحسين قال: أرى أنك لا تخافه على نفسك، وانما تخافه على من بعدك، وأنت تدع له قرينا ان قاتله قتله، وان ماكره ماكره، فاترك حسينا بمنبت النخلة، يشرب من الماء، ويذهب فى الهواء، لا يبلغ عنان السماء، «١» قال: أصبت.

لأخبرنكم عنى يا بنى أمية: لن يبرح هذا الأمر فيكم ما عظمتم ملوككم، فاذا تمناها كل امرىء منكم لنفسه وثب بنو عبد المطلب فى أقطارها، «٢» وقال الناس: آل رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-، فكانت الخلافة فيكم كحجر المنجنيق «٣» يذهب أمامه، ولا يرجع وراءه.

[أول من وضع البريد فى الاسلام معاوية بن أبى سفيان وأحكم أمره عبد الملك]

فقال لابن الزعيزعة: وليتك ما خلف بابى إلا أربعة: المؤذن فانه داع الى الله فلا حجاب عليه، وطارق الليل، فانه لو وجد خير لنام، والبريد متى جاء من ليل أو نهار فلا يحجب، وربما أفسد على القوم تدبير سنّتهم «٤» حبسهم البريد ساعة، والطعام اذا أدرك فافتح الباب وارفع الحجاب وخل بين الناس وبين الدخول، ومن هذا أخذ الشاعر قوله:

بابى خلائق خالد وفعاله ... الّا تجنّب كلّ أمر عائب

واذا حضرنا الباب عند غذائه ... اذن الغذاء لنا برغم الحاجب

وروى هذا الكلام عن زياد أيضا.

<<  <   >  >>