أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن المدائنى عن على بن مجاهد عن الاعمش عن يزيد بن حصين عن أبى العالية قال: اتخذ لرسول الله- صلّى الله عليه وسلم- منبرا ثلاث مراق، وكان يقوم الى أعلاه، فلما توفى، قام أبو بكر دون مقامه، وقام عمر دون مقام أبى بكر، فلما بويع عثمان قام مقام رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-، فقال سلمان: اليوم ولد الشر، قال: فلما استوى فى أعلاه، نظر فى وجوه الناس، ووجم «١» فأحف «٢» وصلّى على رسول الله فأوجز، ثم قال: أيها الناس، ان اللذين تقدمانى، يعدان لهذا الموقف كلاما، وأنتم الى إمام عادل، أحوج منكم الى أمام قائل، وستأتيكم الخطبة على وجهها، ثم نزل، قالوا: فأنكر على عثمان قيامه حيث قام النبى، ولم ينكر على أبى بكر وعمر قيامهما فى مصلاه، ولو وقف عثمان دون مقامهما، لصار نزول كل امام عن مقام من تقدمه سنة، وذكر لبعض الامراء صنيع عثمان هذا، فقال له بعض المخانيث:»
أشكره يا أمير المؤمنين، فلولاه كنت الآن تخطب فى بئر.
[أول من قدم الخطبة فى صلاة العيدين عثمان]
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن يزيد بن هارون عن حميد وعن غير هؤلاء قال حميد: قلت للحسن: من صلّى بعد الخطبة؟ قال: عثمان، صلّى ثم خطب، فرأى كثيرا من الناس يذهبون، فخطب ثم صلّى، وقال: لا بأس أن تؤخر الصلاة حتى نتكلم بحاجتنا، وكان النبى- صلّى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان صدرا من خلافته، يصلون ثم يخطبون، وقد روى خلاف ذلك.