ثلاثين جزءا من الشهر، والعرب تؤرخ بالليل لان سنتهم وشهورهم قمرية، وابتداء رؤية الاهلة بالليل، قال: فشهدوا بصحة ما قلت، واعترف به ابراهيم، وقال: ليس هذا من علمى، فخف عنى ما دخلنى من النفاسة.
ثم قتل المتوكل قبل دخول السنة الجديدة، وولى المنتصر واحتيج الى المال، وطولب به الناس على الرسم الاول، وانتقض ما رسمه المتوكل، فلم يعمل به حتى ولى المعتضد، فقال ليحيى بن على المنجم: قد كثر ضجيج الناس من أمر الخراج، فكيف جعلت الفرس مع حكمتها، وحسن سيرتها، افتتاح الخراج فى وقت لا يتمكن الناس من أداء الخراج فيه، قال: فشرحت له أمره وقلت: ينبغى أن يرد الى وقته، ويلزم يوما من أيام الروم، ولا يقع منه تغيير، فقال: الق عبد الله بن سليمان، فوافقه على ذلك، فوافقه وحسبنا حسابه، فوقع فى اليوم الحادى عشر من حزيران، فأحكم أمره على ذلك، وأثبت فى الدواوين، وكان النيروز الفارسى فى وقت نقل المعتضد له يوم الجمعة لاحدى عشرة ليلة خلت من صفر سنة اثنتين وثمانين ومائتين. ومن شهور الروم الحادى عشر من نيسان، وأخره حسب ما أوجبه الكبس ستين يوما حتى رجع الى وقته الذى كانت الفرس ترده اليه. وكان قد مضى لذلك مائتان واثنتان وثلاثون سنة فارسية، تكون من سنى العرب مائتين وتسعا وثلاثين سنة وبضعة عشر يوما، ووقع بعد التأخير يوم الاربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين ومائتين ومن شهور الروم الحادى عشر من حزيران.
[أول من أمر أهل الذمة بتغيير زيهم المتوكل]
أخبرنا أبو أحمد عن الصولى قال: أمر المتوكل أهل الذمة أن يلبسوا العسلى، وان تكون ركبهم حصنا، وان يجعل على مقدمة السرج زر، وكذلك على مؤخره. وعلى القلنسوة مثله، وعلى الدراريع رقاع من قدام ومن