يسقون آبالهم بالنّار ... والنّار قد تسقى من الأوار
يقول لما رأوا نارها خلوا لها المنهل فشربت لعز أصحابها.
[أول من سمى الجمعة جمعة وكانت تسمى عروبة كعب بن لؤى]
وذلك أنه جمع قريشا وخطبهم فقال: اسمعوا وعوا، وتعلموا تعلموا، وتفهموا تفهموا، ليل داج، «١» ونهار ساج، «٢» والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والأولون كالآخرين، كل ذلك الى بلى، فصلوا أرحامكم، واحفظوا أصهاركم، وثمروا أموالكم، وأصلحوا أعمالكم، فهل رأيتم من هالك رجع؟! ام ميت نشر؟ الدار أمامك، والظن خلاف ما تقولون، زينوا حرمكم وعظموه، وتمسكوا به ولا تفارقوه، فسيأتى له بناء عظيم، وسيرخج منه نبى كريم، ثم قال:
نهار وليل واختلاف حوادث ... سواء علينا حلوها ومريرها
يؤوبان «٣» بالاحداث حين تآوبا ... وبالنّعم الضّافى علينا ستورها
صروف «٤» وأنباء تقلّب أهلها ... لها عقد ما يستحلّ مريرها «٥»
على غفلة ياتى النّبى محمّد ... فيخبر أخبارا صدوقا خبيرها